بلاش كل ما الطفل يتخبط ولا يقع ويتفتح في العياط تجري تقول: “إخص عليك يا كرسي يا وحش.. كده تخبطه؟، طيب أنا هاضربك جامد يا وحش”.. وتضربه وتخلي الطفل يضربه.
الموقف ده موروث ثقافي بيعلم الطفل الآتي:
1- إنه ينفس عن غضبه بالضرب، فماتستغربش لما بعد كده يغضب من أخوه فيضربه، انت اللي علمته.
2- بيتعلم إنه لازم لما يحس بالأذى ينتقم لنفسه، ما ينفعش يتعامل مع الواقع اللي حصل له بدون انتقام.. فماتستغربش لو أخوه خبطه من غير قصد – أو بقصد – فضربه أو زقُّه بدون تفاهم.
3- بتعلمه رد الفعل العنيف. وقدام شوية هايستخدم العنف ده كفعل مسموح لأنك انت اللي علمتهوله.
4- بتعلمه إسقاط مشكلته على غيره (يعني بدل ماهو ياخد باله ويحاسب، الكرسي غلطان إنه ماوسعلوش!!) وديه بداية تكوين الشخصية اللي مش بتعترف بخطأها حتى قدام نفسها!
طيب إيه البديل؟..
احتوي الطفل وقدّر مشاعره باهتمام.. هو ده كل اللي هو محتاجه، وبلاش تستخدم مباشرة أسلوب الإلهاء “بص العصفورة” بالعكس تماما..
1- اوصف اللي حصل واوصف مشاعر الطفل باهتمام لكن بدون مبالغة عشان ما توهموش.. “انت كنت بتجري واتزحلقت فوقعت وقعة جامدة على الأرض.. معلش بتوجعك جامد قوي ..انت اتخضيت كمان.. تعالى ندلّكها عشان تخف”.. وتحضنه.
2- تصبر عليه لما يهدى وبعدين ممكن تناقش سبب الحادث، عشان ما يتكررش، من غير أسلوب التبكيت لكن بأسلوب التقرير “الشراب بيزحلق ع الأرض.. ممكن تقلعه عشان ماتقعش تاني.
3- سيبه يخرّج مشاعره وما تستخفش بيها، بالعكس ساعده يعبر عن مشاعره وما يكبتهاش. كده بتعلمه ما يستخفش بأوجاع حد، لأن انت بتديله مثل طول عمره في مراعاة واحترام مشاعره وأوجاعه.
4- بعد شوية لو لسه مطوِّل في العياط حاول تفهم منه هو ليه لسه بيعيط.. “انت لسه موجوع؟.. ولا زعلان بس عشان وقعت؟ طب إيه رأيك أروح معاك تغسل وشك وتشرب مياه عشان تهدى وترجع تكمل لعب تاني؟ او نعمل كذا مع بعض…”